اليوم هو الثالث من فبراير..
و مع جنون إعلانات عيد الحب المبالغ فيها.. يظهر شعار قوقل على استحياء.. محتفلاً بمولد فرشاة أمريكية.. كُتب لها رؤية النور في مدينة نيويورك في عام 1894 م. فلو عاشت تلك الفرشاة حتى يومنا هذا لكان عمرها الآن 116 سنة. فهل يا ترى عاشت تلك الفرشاة؟ صدق أو لا تصدق فالإجابة هي نعم. لقد خلدت هذه الفرشاة بالألوان الزيتية أعمالأً فنية من الحياة الأمريكية خلال القرن العشرين و لمدة بلغت السبعين عام. من أبرزها كما ترون لوحة بورتريت شخصية للرئيس الأمريكي جاك ف. كيندي.
اسم هذا الفنان هو: نورمن روكويل. الذي يظهر شاباً هنا في بورتريت بتدرجات الرمادي. انتقل نورمن من الثانوية إلى مدارس و معاهد الفن و الرسم و التصميم بدءً من سن الرابعة عشرة. تتلمذ على يد أساتذة عمالقة ذي أسماء بارزة و كانت لوحاتهم من نصيب صفحات المجلات الأمريكية. لأربع سنوات كانت أعمال روكويل بسيطة حتى نهضت و نضجت و فرضت نفسها على المتابعين حين بلغ الثامنة عشرة. كان اسم العمل: “أخبرني لماذا؟: قصص عن الطبيعة الأم”.. و بعد عام أستلم روكويل التحرير الفني لغلاف: حياة صبي التي تنشرها كشافة أمريكا و ذلك لثلاث سنوات متتالية. يتم وصف أعماله غالباً بالظرف و الذكاء ناهيك عن الدفء، فهو يرسم ما يرى بالتفصيل و تكاد تسمع الأصوات و تفهم النظرات و تلمس الحكم و العبرات و الرسائل التي يبثها عبر غلافٍ لمجلة، صحيفة أو ملحق.
كم من معرضٍ أقامه فنانوا اليوم و بالكاد نعرف لهم عملاً واحداً.. هذا إن تعرفنا على أسمائهم.. و السبب حبس تلك الأعمال مهما بلغت روعتها بين 4 جدران. بينما قام نورمن روكويل بغزو كل بيت و متجر و زاويا، تأمل أعماله الصغار و الكبار و القاريء و الأمي.
لم يكن روكويل دائماً ذلك الفنان الساخر، أو الدافئ، أو حتى المحتكر من قبل جماعة الكشافة، لا. بل في آواخر أعماله بدأت تميل نوعاً ما للجدية و التحدث بصوت مرتفع عن قضايا أمريكية حقيقية. كلوحة المشكلة التي نعيش معها. The Problem We Live With.
توفي نورمن روكويل عن عمر 84 سنة بعد أن قدم أكثر من 4000 عمل أصلي كأغلفة للمجلات و تقاويم سنوية لدور النشر. فبلغت مدة فنه 76 عاماً. هو إرث حقيقي لدولة مترامية الأطراف و و متعددة الأجناس كأميركا. و كما ترك فناً مميزاً تفرد به إذ لم أتمكن بعد من معرفة المدرسة الفنية التي انتسب إليها. لدى نورمن عبارات كثيرة مقتبسة، تعطي المرء نظرة أعمق لشخصية هذا الفنان.
اضغط على صورة نورمن الجانبية التي يبرز فيها الحجم المبالغ للغليون و رأسه الأبيض و تجاعيد وجهه و بحثهِ الساخر الجلي، لتقرأ أقواله المقتبسة و سأترجم لكم بعضها.
“هنا في إنجلترا الشخصية قوية و غير مهزوزة“
“من المستحيل أن أحصل على وقتٍ كافٍ لرسم كلّ اللوحات التي أريدها“
“أنا أقدم تحفة في هذه البلدة“
“أنا متعب و لكن فخور“
“البعض يظن أنني رسمت الرئيس لنكلون على الطبيعة، بينما لم أكن حياً منذ ذاك الوقت و لا حتى قرب ذاك الوقت“
العبارة الأخيرة ترجمتها بما هو أنسب،،
لتصل المعلومة صحيحة
و بهذا ينتهي تقريري عن نورمن روكويل
🙂
موجة جديدة