لم يتسنى لكم السفر إلى أوروبا تلك القارة العجوز؟ أو العيش في سحر أقصى شرق آسيا أو أقصى غرب الشرق الأوسط؟ ماذا عن تركيا بمزيجها العجيب من الأعراق؟
كانت ولا تزال لي أماني، من أجل مدينتي، المدينة المنورة. كأي مدينية تحب أن تزهو المدينة بأنشطة، و جماعات، أفراد و أماكن يشار إليها بالبنان.
.
.
.
.
-
تجربة الشراء أونلاين.
.
.
من أنصار المدرسة القديمة في التبضع، بالعربي بحياتي لم أثق بالفيزا كارد. و لا أخجل أن أعترف بهذه الحقيقة لأنها حقيقة سمحت لي بالاستقرار المالي الذي حُرم منه الكثير بسبب المجازفات المالية الغير مدروسة أو الاستهلاك الترفيهي ببذخ غير مبرر. أحب أن ألمس الخامات بنفسي، و أدفع كاش، أقتنع بالمنتج بعد عدة جولات. أستعيض بالبدائل الأقل جودة و سعراً، و ينتابني الملل بسرعة فأقبل بأي شيء و حين أشتري الخامات الفنية فإنني لا أُحسن تقدير الكميّات فأشتري الكثير حتى لا أقع في مشكلة “خلص عليّ”. مؤخراً أصبح الشراء لديّ يقتصر على حاجياتي فقط التي يمكن توفيرها من الحي السكني الذي أعيش فيه. فإن حدث حادث و اتجهت بسببه للسوق فهو لشراء شيء محدد أعرف مُسبقاً أين أجده فيكون مشوار السوق فعلياً نصف ساعة و تشمل المشوار بالسيارة، ذهاب و عودة!
أبدو سعيدة و قانعة إذن لماذا أُقحم نفسي في تحدي الشراء أونلاين؟ ببساطة أريد التعلم و أريد البدائل الأرخص سعراً، و الأكثر جودة، و التي لا تتوفر بسهولة هنا إلا بأضعاف مُضاعفة لثمنها الأصلي.
.
.
*التحدي* الشراء أونلاين! قرار خارج إطار الراحة الخاص بي! كيف أجازف بشراء قطعة لا أعرف ملمسها أو حجمها أو وزنها بمجرد رؤيتها في صورة رقمية! عرفت أنها مجازفة وجب تجربتها و تحمل الخسائر مهما كانت. و جازفت و خسرت و أكلت على راسي “مادياً” أكلاً جامداً و ارتكبت أخطاء و وضعت ثقتي في من لا يستحقها. حتى اهتديت لتجربة متجر باتز للأطفال. و كانت تجربة آمنة جداً إذ يعتمد الدفع على الحوالة البنكية والإرسال عبر خدمات الشحن ليس عن طريق بطاقة الفيزا. على بُعد أيام قليلة أتحصل على مشترياتي التي خلال أكثر من تجربة كانت مُرضية جداً. السر أنه متجر إلكتروني ذي مخازن محلية. أنقر على صورة لوقو باتز للتعرف على المتجر و المنتجات المعروضة.
.
.
أما المتاجر الإلكترونية ذات المخازن الدولية فلم يخدمني في الشراء منها موقع وسيط كما خدمني موقع “أطلب لي” بعمولة غالباً ما تكون زهيدة. تعرفت على هذا الموقع صُدفة حين اقترحه عليّ أحد المغردين وقت حاجتي لشراء جهاز تابلت. ومن وقتها أصبحت في راحة وقت الشراء بل أتحين فرص التخفيضات للتحصل على عروض بأسعار جيدة و جهد أقل و وقت مستثمر أكثر مع الأسرة بدلاً من أن يكون في الأسواق. الديّة التي تدفعها هنا هو وقت الانتظار لوصول البضاعة، إذ تتراوح الفترة من شهر إلى ستة أسابيع حتى وصولها لمدينتك عبر خدمات الشحن. أنقر على لوقو أطلب لي للتعرف على الخدمة.
.
.
المتاجر الإلكترونية على تطبيق الوتس، تطبيق انستغرام، و الفيسبووك و كذلك تويتر. كنت قد جربت قبلاً شراء الكتب عبر حساب بوكتشينو في تويتر. لكن لم أثق أبداً في المتاجر الأخرى على التطبيقات المختلفة حتى بعد تجربة أفراد ثقات. إلى أن قمت بتجربة الشراء من متجر “كاندلير” للشموع و الصابون العطري من منتجات طبيعية، متجر ناشئ في انستغرام و يُسهل طريقة الطلب بعدة وسائل حسب متابعتي الأخيرة لجديدهم. ربما تكون الثقة المُسبقة هي سبب تجربتي هنا و كذلك فكرة المنتجات التي أحببتها. في النهاية جميع التجارب تعلمت منها ولا ندم يُذكر. لذا أشجع من لم يخض هذا العالم بعد، أن يفعل.
.
.
.
.
-
النقد اللاذع المُنصف لما أقرأ.
.
.
من منكم تمنى الخروج في هذه الدنيا على الأقل بكتاب واحد من تأليفه؟ إذا لم تكن هذه من أمنياتك، اتجه مشكوراً لقراءة التحدي رقم عشرة. أما أصحاب المؤلفات، و من يسعى لذلك، نحن نعلم أن القراءة هي المفتاح للتأليف، القراءة بشغف شديد. و أضيف لذلك أيضاً إبداء الرأي في ما نقرأ، التحليل، اصطياد الهفوات، والنقد. في هذا التحدي أعد النفس لما قد تواجه في المستقبل القريب حين تغدو من أصحاب المؤلفات. في هذا التحدي استعنت بمساحة التعليق في موقع القوودريدز و أطلقت العنان لمفاتيح الكيبورد بلا رحمة. علماً بأن النقد هنا لا يعني أبداً الانتقاص أو الذم الفاحش، هو رأي مغلف بأخلاقياتي كقارئة.
.
.
*التحدي* بدأت الكتابة في القوودريدز على شكل تحديث مع كل صفحة أتوقف فيها أثناء القراءة. كما فعلت في “سقف الكفاية” لمحمد حسن علوان. و جربت بعدها صدفة كتابة تعليق كامل بعد نهاية القراءة للكتاب و كانت التجربة الأولى من “بيكاسو و ستاربكس” لياسر حارب. و في يوم أتفاجأ بنجمة المفضلة في تويتر من محمد الرطيان على تعليقي على كتاب “وصايا“. لا أنكر سعادتي بذلك لكن كنت أسعد بمعرفة مدى قُربنا نحن القراء الناقدون اللاذعون و المعجبون بما نقرأ بالمؤلفين، فلماذا نكتب نقدنا و ننتظر الصدفة أن تصل بين رأينا و بينهم؟ فأصبح نقدي أكثر صراحة و يصل مني مباشرة لكل كاتب أو كاتبة. و اول من تواصلت معه مباشرة هو أستاذة هناء لقمان يونس صاحبة “الحياة الجديدة، أيامي مع سرطان الثدي” و مؤخراً “حكايا سعودي في أوروبا” لعبد الله الجمعة. لا أزال مستمرة في القراء و النقد، و أرحب بسعة صدر لمن سينقدني هنا أو حين أنشر مؤلفي الأول.
.
.
.
.
10. وقف “تربوي”
.
.
كمعلمة لغة، لم أجد أفضل من ترك أثر في التخصص. و ذلك بتوفير “حائط اللغة الإنجليزية العظيم” الذي كان وقفاً للمدرسة الابتدائية الثالثة في المدينة المنورة. قمت بالتعاون مع زميلتي في التخصص و زميلة أخرى عزيزة ذات ذائقة فنية عالية من انجازه و تفعيله لطالبات الصف الرابع و الخامس ابتدائي. بديل لغرفة مصادر التعليم التي لم يكن ممكناً توفيرها في المبنى المستأجر.
.
.
*التحدي* القيام بالمشروع في ثلاث أيام ليتم افتتاحه مع أعمال الإرشاد الطلابي و الموهوبات. و التي تُعتبر جاهزة مُسبقاً منذ أشهر. كان العمل فعلياً على قدم و ساق بدءاً بتنظيفه، تعليق القماش على الجدران و تثبيت الزينة و أخيراً الوسائل التعليمية. الذي أبهجني في هذا التحدي، حجم الاحتفاء بالمشروع من قبل الطالبات، إدارة المدرسة و كذلك المعلمات.
صور المشروع
.
.
.
.
11. تعلم الكروشيه.
.
.
تعرفوا الخيابة؟ من خاب خائبٌ فهو خيبان! أيوة.. بالضبط.. هذه أنا بلا فخر. عقلي المعقد لا يمكنه فهم اشتباكات الكروشيه. رغم أنني مُحاطة بمبدعات في هذا العالم الناعم الدافئ. لكن للأسف لم أفلح فيه و جلُّ انجازي ما تروه في الصورة. ربما يظهر جوهر تحدي الأربعة عشر يوم هنا أكثر من أي تحدي آخر، وهو أنه ليس لازماً أن تكون نتيجة التحدي النجاح أصلاً بقدر ما هي قائمة، نشطب محتوياتها واحدةً تلو الأخرى.
.
.
*التحدي* أن أتعلم الأسس من معلمة زميلة و أُطبق أثناء أوقات فراغي، ما تعلمته. أسس بكل معنى كلمة أسس. الإبرة، العقدة، و السلسلة، و بقية تفاصيل العمل. أملي كان في الخروج بوردة. فخرجت بشريط مستقيم لا يسمن و لا يغني من جوع. هل انتهى هذا التحدي هذا بال أي منفعة، في الحقيقة لا، لمست نوع عجيب من العزلة، و الاسترخاء أثناء هذا العمل، لم ألمسه من قبل لا في رسم و لا في أي عمل آخر. الصفاء في الذهن التي وصلت إليه و عيش اللحظة بلا أفكار دخيلة تؤرق ما أعيشه، لم يحدث ذلك معي و أنا أعمل على الكروشيه. أي نعم لم أنجز شيئاً ملموساً و لكن وجدت فائدة أخرى لم أتصور أن أجد باب راحتها هنا. تعلمت من تحدي الكروشيه، لا تخف من فشل التحدي، صدقني ستجني شيئاً ما حتى من الفشل.
.
.
.
.
12. كتابة يومياتي بمتعة و ايجابية.
.
.
كان لا بد من هذا التحدي، لأنقذ نفسي من ضياع ذكرياتي. فحين عجزت عن تذكر بعض التفاصيل في حدث ما و وجدت نفسي عاجزة حتى عن استرجاع حوارٍ مهم و أخيراً نسيان أسماء طالباتي اللاتي لم يتعدين العشر فتيات في الصف الواحد. ابتعت دفتراً كبيراً و بدأت عملية الكتابة بلا توقف. حتى اللحظة كتبت يومياتي من عام 2009 حتى 2014. ست سنوات هوجمت بالكلل و الملل لكن على الأقل قللت من ضياع عناصر حياتي.
.
.
*التحدي* حاولت الالتزام في الكتابة جبراً بينما المتعة تجسدت في حمل الدفتر، ظرف الصور من قصاصات الصحف و المجلات، ورق للرسم، مقلمة تغص بالأقلام، صمغ و علبة ألوان. في البيت و العمل و في الدوام و الإجازة في حقيبتي أو في كيس إضافي. رافقتني يومياتي حتى في عيادات المستشفيات إذا أكتب تارة و أقرأ تارة و أعيد صياغة يوم فات بطريقة جديدة و أنتقي صورة مناسبة أو أتعمد أن لا تكون مناسبة. كتبت بالعربية، و الإنجليزية، و اليابانية. الايجابية كانت في ذكر المواقف بكل تفاصيلها دون تحريف لكن بصورة إيجابية، أكتب يومياتي، أتذكر، و أهذب ذاتي المتذمرة أحياناً.
.
.
.
.
.13 الرسم لهدف “تعليمي”
.
.
لم أكن قد قررت بعد كيف سأجعل رسمي لهدف تعليمي ممكناً. و كان القرار الأسلم وقتها أن أتعاون مع كاتبـ/ـة قصص أطفال ليتم ذلك الهدف. ولكني لم أفعل. و أصبحت الكثير من الرسومات أسيرة أدراج مكتبي في العمل إذ لا أستخدمها عادةً إلا في حصص اللغة الإنجليزية. حتى جاء ذلك الاتصال ذات نهار في العمل في الأسابيع الأخيرة من نهاية دوام العام الماضي. زوبعة أفقدتني كلّ حواسي، و مشروع مع فريق من خمس معلمات أُنشئ و بدأت اللقاءات الأولى. تعرفت عن قرب الجميلات آمال الحركان، مها الحربي و مها المطرفي، أما الغالية رانيا عداوي فهي عشرة عمر ومعرفة تعدت العشر سنوات. المشروع هو وضع منهج إضافي للصف الخامس ابتدائي، إكمال لمشروع بدأنه مجموعة من الزميلات العام الذي قبله، و أبدعن فيه. لماذا منهج إضافي؟ ليُدرس في المدارس التي لم تُطبق المنهج الوزاري المقترح للغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية للصفين رابع و خامس. و لماذا لم تُطبق؟ لأن المناهج الحالية في المرحلة الابتدائية تجريبية فلا يتم تطبيقها على جميع المدارس، و كانت بادرة تطوعية من مجموعة الزميلات السابقات لتعم الفائدة على جميع المدارس و قرى منطقة المدينة المنورة، و حُمل اللواء من قبل قسم اللغة الإنجليزية في إدارة تعليم المدينة و سُلم إلينا لتطبيق هذا المشروع.
.
.
*التحدي* أن أرسم أخيراً لهدف تعليمي، و هذا ما اقترحته على فريق الملهمات “Inspired Teachers” و رحبن بهذه الفكرة ترحيباً حاراً. ولولا الدوام في المرحلة الثانوية وظروف الحمل و الولادة. لكان المنهج بكل ما فيه من رسومات و خلفيات و قصص من إعدادي. ولست آسفة على ذلك. لأنني تمنيت أمنية صغيرة جداً، فأكرمني الله بإنجاز عظيم لا أُحصي حجمه من النعم. بداية بالصحبة التي لن أُفرط بها، و الدروس الخصوصية في التنسيق و طريقة وضع الدروس و الأسئلة و أوراق العمل، ملاذ مريح في منتصف الأسبوع و عمل أحببته فعلاً، وصولاً لإبداع أكتشفه كلّ يوم من العزيزات اللاتي أعمل معهن مها تبدع في ديكور الغرفة التي ضمت جنون إبداعنا، رانيا تثبت الحبكة القصصية و إبداعها في الرسم أيضاً، آمال أغدقت على الفريق بخبرتها و مصادرها و أناشيدها و هداياها ولا أنسى لوقو المجموعة. و موكا= مها الحربي ملكة القافية، و الاستراتيجيات، والعقل الراجح. أمنية صغيرة تحولت لمشروع عامٍ كامل و لا أزال أحصد طيبات هذا العام حتى اليوم. لو تركت لنفس الاستمرار فلن أتوقف، لذا أنقر لتفهم و ترى حجم مشروعنا التعليمي على الأيقونات أسفله.
.
.
الملهمات
.
.
المدونة Easy English 2
.
.
قناة اليوتيوب Easy English 2
.
.
.
.
14. تحدي رمضان “غير”
.
.
و ربما يكون هذا هو التحدي الوحيد الذي خططت له جيداً منذ بداية إجازة الصيف. و الأحدث زمناً لهذه التدوينة أيضاً. و لا أشعر برغبة في الإسهاب هنا، لكن يكفيني الشعور بأن شهر رمضان كان يتكرر بلا انجازات ملموسة و لا ألمس روحانيته التي أحبها لا في نفسي و لا في صغاري. فحدث هذا التحدي.
.
.
*التحدي* أن يكون كل يوم من أيام رمضان لي و لكل فرد في الأسرة، مختلف، غير مكرر، غير ممل، نحتفي بإنجازاته لا ننام طيلة ليله و نهاره بحجة التعب. رياضة، تعاون، زيارات، استضافة، الصلاة معاً في الحرم النبوي و في مسجد قباء، أداء العمرة، الإطعام، الصدقة، و الكثير من الجوائز للصغار طبعاً.
.
.
عقبات مررت بها
لم تكن في 14 يوم بالضبط بسبب تعقيد التحديات. فمنها ما تم في عام كامل، أو بضع أيام و منها ما أُنجز خلال خمسة أشهر و بالمقابل بعضها لم يأخذ مني سوى ساعةً من نهار.
.
.
محاسن لمستها
* يمكنكم جعل التحدي بسيط جداَ جداً جداً.
*يمكنكم تكرار عمل واحد لمدة 14 لاكتسابه كعادة.
*يمكنكم التعمق في التحدي الواحد أو البناء عليه أو تطويره خلال العام.
* يمكنكم كسر الروتين القاتل بشيء غير مألوف و غير مخطط له أحياناً.
* يمكنكم اكتشاف قدراتكم الدفينة إلى أي قدر يمكنك أن تصل و تتطور و تتحسن.
*يمكنكم عبر هذا التحدي بناء شخصيات أبنائكم، تعريفهم بأن الحياة تحديات شتى عليهم خوضها.
.
.
إلى أن أعود إليكم بتدوين جديد، أستودعكم الله.
فضاء
.
.
موجة جديدة